السبت، 14 يناير 2017

نجمة" و وطن"...بقلم سمر

نجمة" و وطن"

من نافذة المساء ومن نجوم تركتها خلف
موقدة وستائر الليل
قد نسيت أن تقطف باقة منها لتصطحبها
معها في جيب حقيبتها وترحالها
غير أنها بقيت معها في تنهدات وتلافيف
وشيفرة الذاكرة
إليها الأهداب معبدة ترنو وتصبو
بريق عينيها المخضب بنداف الطهر
والدمع ترقب زمجرة المسافات والمدى
وأحضان تصهل الشوق على سلالم
الانتظار وأبواب المغادرة
وشهقة من أمس من زهرة الشمس
ومن وهن عالقة بين جنحي طائرة

نوتة الصباح بدأت تدندن صلاة معمدة
بقدسية فراشة تطبع قبلة مرور وعبور
على رصيف ورحيق ورود الأرض
..... من شرفة اعتاد أن يتكأ عليها طوق الياسمين المنقوش كوشم على جدار
الهدوء والقلب والصمت
..... من رائحة البن العابق و العالق
بثرثرة الجيران وضجيج المارة
ومنديل يتدلى بخجل على سور كتفيها
..... من نظرة أم معاتبة وغاضبة
تحبس ابتسامتها تحت شفاه الفجر
تهمس قائلة :
**اضحكي بصوت منخفض أقلقتي الجيران واخترقتي بها قيلولة نائمة وغافلة**
بدأت الآن أتنهد وطن"
- بدأت الآن أتنهد زفرات وأنات وصدى أصوات تحتضن غربتي
أمي" أبي" وأخوتي"
رعشة في معصم حنجرتي
وشباك تحيك قضبان الصدر
- بدأت الآن أتحسس قطرات المطر
المنسكبة من روح غيمة عاقر
علها تمنحني رشفة من كوب وطن"
بنفس هائمة تستجدي
دفء وأشرعة وطن"
من قسوة" وخلاص" ومن محن"
علني أجدني تائهة فأهتدي وأرتوي
علني ألملمني وأدثرني وأكتفي
كانت أرحم علي بكثير من نظراتهم
الباردة والقاسية
ومن أشباح نفوس تسرج العتمة القاتلة
- بدأت الآن أتنشق ذرات ترابه
التي رقدت في حفنة" وسبات" وكفن"
كفن" ............!!
..كفن الأحلام التي شابت في ريعان شبابها في أقبية البلد وسراديب
الغربة وفيض حنانها ....
.. كفن الولائم والواجبات التي تلم شتات
وفرقة أهلها والنخبة ..
.. كفن بصقيع الوحدة وأرواح تعبر تضاريس الكون تبحث عن فتات حياة
عن فتات وطن ولهفة
.. كفن ببرد الانتماء ونار التأقلم
وجنين الدرب والصحبة
.. كفن بملامح أخي القابع هناك
تحت شاهدة وغياب ورقم وجمرة
بدأأت الآن أبتلع أوجاع مدينتي !!

مهلا ...
ما بال قلمي يتعثر بمحبرة الدمع يتمرمر
ما بال السطر يجثو حانيا حافيا تحت أديم
السماء يقبل حرارة اللقاء
صور وغمرة وذكرى
ما بال حرفي كأوراق الشجر
يتساقط على مأدبة  الخريف
كنسمة و سهم في وتين الوجد
يختصر ويختزل عبرة !!
وما بال عيناي تنظر شاخصة إلى الأعلى
وكأنها عاجزة مكبلة وفي كبوة !!

استيقظت مجددا على صوت ضحكتها الرنانة والمجلجلة
وعلى الشفاه حزن وابتسامة مرتبكة
وهمست في سري قائلة :
الحمدلله أني تحت مظلتي أرتل
نوتة الصبح فجري !!
الحمدلله أني كنت أحلم
وبما رأيت أهذي !!

وعجبت لكلمة بحروفها الثلاث
أن يكون لها هذا الوقع في
النفس والروح والجسد ..
ومازلت أسأل مامعنى وطن !!
سؤال بحجم الشوق" والمعاناة" والوطن" ....
سمر#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق