السبت، 5 أغسطس 2017

رقصة غجرية .......بقلم الكاتبه عبير حبوب

رقصة غجرية ....

هو...كان هناك في ذلك الركن مرتديا ثيابه الانيقة....وغليونه في فمه
يسمع خطواتها كأغنية رومانية قديمة.......سطورها حافيه
........شاهدت تلك النظرات كأنها نداء .......
واخذت تلملم ليلها بحلم يحتويه ليطغى شوقا على كل الاحلام...

زادت عيون الواقفين لتبدأ رقصتها
تقدمت بفستانها الغجري المسافر وسط الساحه
عذبة برفد دجله
ساحره كنهل النيل
قامة اسوار عكا
سلبت العيون والقلوب وريحة التبغ تملئ المكان جنونا
وما زالت عيونه تحضنها مع شرود

اشارت للعازف ليبدأ القتال
ودفعت بقدمها الحطب لتزيد من نار الاشتعال
وتقدمت في الحال ترقص بجمال وكأنها اعتنقت منذ دهور ارض النزال
وفي قلبه زاد لهيب الخيال ....

تنقلت بخطاها تترك على التراب فنون
وتلاحقها عيون وعيون
وقلبها يتقدم الى ذلك الغريب المجنون
بنظرته ذات السيف المسنون
اقتربت منه تمنحه نظرة حنون
اشتعل غضبا بداخله
. قتله الفتون
تمنى قتل ما حوله من عيون
اصابه الجنون
بدون وعي امسك ذراعها ليوقفها دون حكم او قانون

توقف وتر العازف....
شخصت العيون.......
سكتت الاصوات .......
غابت الالحان........
انتهت السطور.......
توقف الزمان.......وصمت المكان
وتلك العينان عانقت غجرية بلا عنوان
امتد الصمت .......
وقبضته على ذراعها قيود
حطم بها كل الحدود

كان قد سافر اوطانا واوطان
وحاور اراضي وبلدان
ونادته قارئة الفنجان
ولكن.....
لم تخبره ان قاتله هي غجرية دون وطن او عنوان

 يضغط على ذراعيها .....
من انتي يا قاتلة الوجدان ؟؟؟
اقتربت خطوة منه ......
وهمست في أذنه ......
انا ضالتك لروحك الظمآن
عطري جمعته من مسك الغزلان
ورقصي رسمته من شوق النيران
ثوبي سافر ليناديك...وسألت عنك العربان
عرفني الجميع من اسمك وجعلت لي شان
غجريتي تركتها لك اثر لتأتي وتشعل رقصتي كما الان
اترك ذراعي فقد فضحتك من غليونك ألسنة الدخان
دعني اكمل رقصتي فهي تلك الصرخة التي وصلت بها الاوطان

سقط غليونه من يده....
فقد ادرك ما كان
وعاد صوت الطبل ......ورقصتها تشعل في بركان اعماقه النيران
وتكتب ....خطواتها
العنوان

A....H
....عبير حبوب....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق