عند بزوغ الفجر... وذلك الخيط الأبيض في السماء
وقفت عند نافذتها تقرأ كلماته التي خطها بحبر اسود على صفحة بيضاء
(((الليله ازوركم عروسي وأراكي ،إرتدي ثوبك الوردي ........)))
تم تحديد زواجهما بعد أسبوع ،ستصبح زوجته ،هل سيستمر في هذا الود معها ولا تتغير معاملته لها ؟
لقد ولد الحب بينهما بين ربوع كرم عناقيد العنب ،وقطرات الزيتون، ووهج الليمون، تحت رفرفة الشنار وشتائل الأزهار .
وتحت سماء ارض المعراج كان العهد وروح الوعد.
نظرت الى خاتم الخطبه في إصبعها ...كان يلتف مثل اكليل ورد يمنح الحياة امل وحلم قادم.
جاء المساء .
وسواد الليل يتوج بقمر ناصع البياض ،تذكرت كلماته السوداء على سطور رسالته الببضاء .
اخذت تبتسم وهي تكمل تزيين ضفيرتها السوداء وتضع منديلا ابيض شفاف رقيق فوق شعرها الأسود
لماذا اللونان الابيض والأسود دوما يمتزجان ليرسما لوحة حياة جميلة ؟
صافحها بنظرات عيناه ....وهي تلقي السلام
تركها أهلها تجالسه بمفردها ،شعرت ان هناك لديه ما يقال .
علي السفر لأمر هام بعد إنتهاء زيارتي لكي الآن ؟ بدأ بالكلام ...
أجابته بدهشه من أمر لم تتوقع سماعه:
إلى أين تمضي ، ولماذا ؟
أراد طمأنتها ، وهمس لها بحنان :
سأعود لنتزوج لن أدعك تنتظرين ،تم تجهيز كل شيء
ولن أتأخر .
رفاقي ينتظروني ...والوطن يبكي حزين
سنضمد جراحه ،ليكون زفافنا بسمة في عيون أقصانا
حبيبتي ...عطرك فواح مقدسي
سأعود لأتعطر واعانق عشقك من جديد ، وانتظريني .
مسح تلك الدموع من عينيها برقة وعذوبه، وسألها مداعبا :
ماذا احضر لطفلتي معي ؟
ضحكت بطفولة :أريدك وفستاني الأبيض
همس لها : سأعود وانا احتضنه ويحتضنني ، وأنتي جهزي لي بدلة الزفاف السوداء .
وابتسمت في رضى وهو ينظر لها بحب .
لم تتوقف عن متابعة آخر الأنباء والأسبوع يمضي ببطء وكأنه يسلبها اعصابها وصبرها .
كانت تشعر قلبها يتوقف عند كل خبر عاجل هام تعرضه قنوات الأنباء وهي تترنح بين الصبر والدعاء ،والأمل في اللقاء .
إلتهمت تفاحة آدم لتتحدى الوساوس
وارتدت حكمة لقمان لتتمسك بالعقل
وركبت سفينة نوح لتواجه الاعصار
ورضى تضحية ابراهيم في الثقه
وافتداء اسماعيل في اليقين
وناقة صالح في التجلد والتحمل
ورضى يونس في ظلمة بطن الحوت
وصبر أيوب في الثبات والايمان
وحلم يوسف في ظلمة البئر
ونور بصر يعقوب في ظلمة الحرمان
وقوة موسى في تحدي الفرعون
وإيمان عيسى في صلب الوتد وحباة بشرية حملها محمد في براقه من قمر في السماء وهبط بها على ارض الاسراء
صرخت لنفسها ....
انهم بشر ؛ نعم
انهم أنبياء ولكن بشر
ونحن بشر....
هل علينا ان نهرب من واقعنا ونكون ضعاف ونستسلم لمشاعرنا ؟
وكأن صوته أصبح يتكلم في عقلها ....وتذكرت ما وعدها به
غدا موعد الزفاف ....
وعدني وبإذن الله سيعود .
استيقظت مع ضوء الفجر ....
اخذت تنظر الى بدلته السوداء المعلقه ..
وأغمضت عيناها وفي خيالها تلمح ثوبها الابيض بجانب رداءه الأسود وسط الجموع والزغاريد
وغابت في حلمها ...الأبيض والأسود
وكأنها حكاية أبدية لن تنتهي بين كل منهما صلة وثيقة مثل سيف ذات حدين ..
وكل من حولها يتحركون استعدادا لزفافهما .
وصلوا......
عاد الشباب
لقد عادوا ....لقد عادوا
أرادت الخروج لاستقباله .....وخجلت وعادت ادراجها
نظرت من نافذتها وهم يقتربون ...
والأهالي يهللون فرحين ...
بدأت الأصوات تصمت بالتدريج وهم يقتربون حتى وصلوا ....
أخذت تبحث عنه بينهم ، وتبحث من جديد وتنظر الى ما وراء خلفهم قد يصل الان .
كانوا يحملون فوق أكتافهم أحد ما
هزت رأسها نفيا ،ونظرت الى رداءه الاسود المعلق وهمست لنفسها:
لماذا تأخرت أين فستاني الأبيض ؟
واندفعت خارجا....
والجميع في صمت ...وعند رؤيتها بدأت الزغاريد مع الدموع
((( اقتربي ، استقبلي عريسك عاد منتصرا )))
عاد في موعده كما وعدني ....
عاد ومعه الكفن الأبيض...ثوبي الأبيض كما وعدني....
عاد ليمنحني عزاء رداءه الأسود كما وعدني ....
عاد ومنح روحه للوطن حياة كما وعدني
عاد وفي عودته حكاية الأبيض والأسود ....بدأت ولن تنتهي
عاد.......
لقد وعد .....وصدق
حكاااااية وطن
A....H
......عبير حبوب......
وقفت عند نافذتها تقرأ كلماته التي خطها بحبر اسود على صفحة بيضاء
(((الليله ازوركم عروسي وأراكي ،إرتدي ثوبك الوردي ........)))
تم تحديد زواجهما بعد أسبوع ،ستصبح زوجته ،هل سيستمر في هذا الود معها ولا تتغير معاملته لها ؟
لقد ولد الحب بينهما بين ربوع كرم عناقيد العنب ،وقطرات الزيتون، ووهج الليمون، تحت رفرفة الشنار وشتائل الأزهار .
وتحت سماء ارض المعراج كان العهد وروح الوعد.
نظرت الى خاتم الخطبه في إصبعها ...كان يلتف مثل اكليل ورد يمنح الحياة امل وحلم قادم.
جاء المساء .
وسواد الليل يتوج بقمر ناصع البياض ،تذكرت كلماته السوداء على سطور رسالته الببضاء .
اخذت تبتسم وهي تكمل تزيين ضفيرتها السوداء وتضع منديلا ابيض شفاف رقيق فوق شعرها الأسود
لماذا اللونان الابيض والأسود دوما يمتزجان ليرسما لوحة حياة جميلة ؟
صافحها بنظرات عيناه ....وهي تلقي السلام
تركها أهلها تجالسه بمفردها ،شعرت ان هناك لديه ما يقال .
علي السفر لأمر هام بعد إنتهاء زيارتي لكي الآن ؟ بدأ بالكلام ...
أجابته بدهشه من أمر لم تتوقع سماعه:
إلى أين تمضي ، ولماذا ؟
أراد طمأنتها ، وهمس لها بحنان :
سأعود لنتزوج لن أدعك تنتظرين ،تم تجهيز كل شيء
ولن أتأخر .
رفاقي ينتظروني ...والوطن يبكي حزين
سنضمد جراحه ،ليكون زفافنا بسمة في عيون أقصانا
حبيبتي ...عطرك فواح مقدسي
سأعود لأتعطر واعانق عشقك من جديد ، وانتظريني .
مسح تلك الدموع من عينيها برقة وعذوبه، وسألها مداعبا :
ماذا احضر لطفلتي معي ؟
ضحكت بطفولة :أريدك وفستاني الأبيض
همس لها : سأعود وانا احتضنه ويحتضنني ، وأنتي جهزي لي بدلة الزفاف السوداء .
وابتسمت في رضى وهو ينظر لها بحب .
لم تتوقف عن متابعة آخر الأنباء والأسبوع يمضي ببطء وكأنه يسلبها اعصابها وصبرها .
كانت تشعر قلبها يتوقف عند كل خبر عاجل هام تعرضه قنوات الأنباء وهي تترنح بين الصبر والدعاء ،والأمل في اللقاء .
إلتهمت تفاحة آدم لتتحدى الوساوس
وارتدت حكمة لقمان لتتمسك بالعقل
وركبت سفينة نوح لتواجه الاعصار
ورضى تضحية ابراهيم في الثقه
وافتداء اسماعيل في اليقين
وناقة صالح في التجلد والتحمل
ورضى يونس في ظلمة بطن الحوت
وصبر أيوب في الثبات والايمان
وحلم يوسف في ظلمة البئر
ونور بصر يعقوب في ظلمة الحرمان
وقوة موسى في تحدي الفرعون
وإيمان عيسى في صلب الوتد وحباة بشرية حملها محمد في براقه من قمر في السماء وهبط بها على ارض الاسراء
صرخت لنفسها ....
انهم بشر ؛ نعم
انهم أنبياء ولكن بشر
ونحن بشر....
هل علينا ان نهرب من واقعنا ونكون ضعاف ونستسلم لمشاعرنا ؟
وكأن صوته أصبح يتكلم في عقلها ....وتذكرت ما وعدها به
غدا موعد الزفاف ....
وعدني وبإذن الله سيعود .
استيقظت مع ضوء الفجر ....
اخذت تنظر الى بدلته السوداء المعلقه ..
وأغمضت عيناها وفي خيالها تلمح ثوبها الابيض بجانب رداءه الأسود وسط الجموع والزغاريد
وغابت في حلمها ...الأبيض والأسود
وكأنها حكاية أبدية لن تنتهي بين كل منهما صلة وثيقة مثل سيف ذات حدين ..
وكل من حولها يتحركون استعدادا لزفافهما .
وصلوا......
عاد الشباب
لقد عادوا ....لقد عادوا
أرادت الخروج لاستقباله .....وخجلت وعادت ادراجها
نظرت من نافذتها وهم يقتربون ...
والأهالي يهللون فرحين ...
بدأت الأصوات تصمت بالتدريج وهم يقتربون حتى وصلوا ....
أخذت تبحث عنه بينهم ، وتبحث من جديد وتنظر الى ما وراء خلفهم قد يصل الان .
كانوا يحملون فوق أكتافهم أحد ما
هزت رأسها نفيا ،ونظرت الى رداءه الاسود المعلق وهمست لنفسها:
لماذا تأخرت أين فستاني الأبيض ؟
واندفعت خارجا....
والجميع في صمت ...وعند رؤيتها بدأت الزغاريد مع الدموع
((( اقتربي ، استقبلي عريسك عاد منتصرا )))
عاد في موعده كما وعدني ....
عاد ومعه الكفن الأبيض...ثوبي الأبيض كما وعدني....
عاد ليمنحني عزاء رداءه الأسود كما وعدني ....
عاد ومنح روحه للوطن حياة كما وعدني
عاد وفي عودته حكاية الأبيض والأسود ....بدأت ولن تنتهي
عاد.......
لقد وعد .....وصدق
حكاااااية وطن
A....H
......عبير حبوب......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق