الأحد، 6 أغسطس 2017

عصفور ....وجناح مكسور...بقلم الشاعرة عبير حبوب

عصفور ....وجناح مكسور

قلبه ابيض...وأحمر لون الروح
العين في اول حرفه ....والإسم عصفور
نسبه من اصل الأمراء......ويذكرونه بأمجاد وكرامة... وشرف العصور
 روحه لم تهوى الترف والثراء.....وقلبه لم يزهو يوما على شرفات وشواهق القصور
لم تتوهج عيناه باللآلئ..ولم يتوج نفسه بالنفائس..ولم يفتخر بارقى العطور
العشق كتبه على جناحيه
 عطر الارض ، ونور السماء
وهامت روحه محلقة بالفضاء بحلم مسحور

وهناك على ابواب قصره كانت تتزايد قصائد وباقات لا تعد من الولاء واغلى الزهور ...
ترك كل شيء خلفه....ومن شباكه حلق الى تلك الجبال ، تاركا الولائم وفخامة القدور
سكن السماء
وأتقن شدو الغناء ، ليقدمها ماءا وزادا وحبا لصغار الطيور
ومضت الايام .....وعرفته قلوب الارض
وساكنوا السماء..وعشقته النفوس حتى الصقور

في يوم
وقف على تلك القمة متأملا جمال الكون، شاردا بسعاده وسرور
يد غادره من بعيد ؛ قذفته بحجر، سقط من ارتفاعه وصرخ متألما......وراته العيون وسمعته الصدور

إجتمع حوله من سكنها ارضا وسماء
يغردون حزنا
ويحملون كلمات طيبه وعطر الورد المنثور
دفن في صدره صراخ وأنين مكبوت ،وصمت ولم ينطق حرفا ، ولم يقول جناحي مكسور
نزف دم من جرحه ومسحه وهو يضحك ويغرد مسرور؛ قبل ان يقع عليه عين منظور
الوجوه إرتدت أقنعتها
ووصلت رائحة الدم ، لتحوم حول المكان العقبان والنسور

أخذ نفسا ،سحب روحه من جسده...وصرخ بها (أصمتي.ولا تقولي او تهمسي..جناحي مكسور)...
أمسك الناي
وعاد يعزف ،ويكتب على سطوره بالامل
لحن بقاء الدهور
صغار براءة الطيور حلقت، ورقصت الورود طربا، وغنت بسعاده حوريات البحور
وذلك الصوت يصرخ من أعماقه غاضبا (ويحك.. انت تموت أيها المغرور)
بشموخ....
حلق إلى السماء وكأنه يعزف اللحن الاخير بكبرياء على السطور
والجناح مكسور

حل الليل
ودعهم مبتسما ، وكأنه يستودعهم في حفظ مالك الملك والنشور
خطا الى تلك الشجره،موطن عشه
كان يعلم اين يمضي
ولكن رفض ان يخطو الى القبور
في كل خطوه تسقط منه ريشه بيضاء واخرى حمراء..وكأنه يترك رسائل بحروف من النور
وذلك الصوت يصرخ ببكاء
(كفاك..الجناح مكسور)
 ورقد في أحضان عشه وعيناه تعانق السماء
وابتسامته تكبر ،تحيا منها الثغور

 وفي الصباح
سمع الجميع لحنا دافئا قادما من السماء..يغني
""""عصفورا هنا مات شامخا بكبرياء وكرامه ....مات مبتسما مسرور""""

A....H
....عبير حبوب....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق