الجمعة، 28 يوليو 2017

سألني طبيبي : ما مرضك ؟..بقلم الشاعرة عبير حبوب

سألني طبيبي : ما مرضك ؟
قلت : الكتابة
تجهم قائلا : أهذه دعابة ؟
قلت : أخفض صوتك ، حولنا تحوم ذبابة في وظيفة عيون الرقابة .

أمسك طبيبي مبضعه، ووجد بين كل شريان وشريان كلمات في كل حروفها إصابة ،وقال  مندهشا:
روحك تنشد في إنتحابة ،وتهمس بروح الصبابة ؛ وجس نبضي
فقلت :نعم ، هنا الألم .
فشق جيبي وأخرج منه القلم ،وابتسم وقال :
فقط مجرد وهم
قلت :مشنقة وحكم ، وروح ودم ، وقنبلة ولغم
دهر وحلم
إنها داء وموت من سقم .

خذ نفس ......قال طبيبي
حاولت رفع هامتي ،وبدأت بالنحيب
صور سقطت على ورقتي بصمت رهيب
ممتلئة بحبات المطر ،وصوت جدتي تروي اسطورة بطل عجيب
لتنام عيون إخوتي ...والفاعل في بيانات أجهزتهم مخلوق غريب
....وقالوا إنه القدر
يا لقدر علم الصمت لضمائر البشر
أعطاني طبيبي قلمي وورقتي وقال :
علاجك أن تنصب المبتدأ وتمنح السكون للخبر
واشتعلت بين سطور لهيب سقر
وأقبل أبرهه الأشرم يلتهم الحجر
والوجوه اختبأت بين الغرقد وصمتت الشجر
لم يبقى مستيقظا إلا القمر ...
فسألته :هل رأيت جاري ...وصديقي مسعود ؟؟؟
ذهب وحتى الان لم يعود.
سألت عنه الأرض وقالوا : مفقود
وأجهشت بالبكاء مثل سماء هاجمتها الرعود
نظر لي طبيبي وكأني شاهد على عاد وثمود خرجت لتوي من الأخدود
وبدأت أهذي......
مسعود
ما كان عندنا نقود ، لا خبز ولا وقود
لا دواء ولا حدود
لا ماء ولا سدود
فطورنا عهود ، ويومنا نقتاته على فتات حب الوطن
وطن سرقه في ليل ....اليهود
وفي كل يوم يتم حقننا من مقلة الحسود

وفي يوم زارنا مبعوثا من وراء الحدود
وبين الجماهير جلسنا أنا ومسعود
قال ضيفنا : تكلموا في حرية ، دون قيود
وقف مسعود ، وقال في العلن :
هنا .....
لا رغيف ولا لبن
لا دواء للفقير ولا ثمن
متشردون دون سكن
ودموع ترتسم على الطرقات حزن وشجن
.......قال الضيف
كتبت شكواكم سأعود ......وأطرد من وطنكم المحن

ومضى الزمن...
مسعود ذهب يبحث لشعبه عن مهن ، ويحضر لأطفاله اللبن
وعاد الضيف من جديد ، وبطنه مكتنز من مآدب شكاوي الفتن ، وسأل من جديد :
مما تشكون ؟ في يدي حلول المحن .
قلت : لا رغيف ولا لبن
لا دواء وماء
لا سكن ولا وقود
وأين صديقي مسعود ؟
وقبل أن أكمل  حديثي ودخول شهود

قطع طبيبي حبل صوتي وكسر قلمي في خفاء
وقال : ما فيك داء
لو اردت البقاء
قل : هذا حكم القدر والقضاء
أو إزحف إلى بوادي الغرباء
وبإختصار ......
لقد تماثلت بالشفاء
 لنهنئ الأحباء ...ولنستقبل الأقرباء

وحل المساء...
وأعلنت شهريار في الإعلام أهم الأنباء .....
خبر عاجل ...وإستثناء
بكل فخر وكبرياء ...يا عرب
تم بعون زنود الأقوياء
التخلص من الإرهاب على درب الوفاء ، وإرسالهم خلف الشمس وبلاد الفضاء

وهناك .....
عانقت مسعود أغلى الأصدقاء
شاهدته يرسم نجوم الحرية ويرسلها إلى أطفاله
......زاد الحياة من السماء

A....H

......عبير حبوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق