الأربعاء، 19 يوليو 2017

رأت العالم بصورة ملائكية ....بقلم الكاتبه عبير حبوب

رأت العالم بصورة ملائكية
والبشر ورود وردية جمال وألوان عطرية دون أشواك.
لم تكن ترغب النظر لأشواكها خوفا أن تفقد رؤيتها لعالم ارادته أن يكون كما تمنت.
واستمرت تردد مع نفسها .....(البشر كالملائكة)
إلى أن..........

في طفولتها كانت تخاف من كل شيء دون البشر،القطط والحشرات والطيور حتى العصافير والحمائم الوادعه.
كانت تتمتع برؤيتهم من مسافة تراقب خطواتهم وتحليقهم ،ولكن ترهب إقترابهم منها ورؤيتهم عن قرب.
لم تستطع التخلص من نقطة ضعفها حتى كبرت معها ،وعجز من حولها عن ان تتخلص من هذه العقدة البسيطه؛المعقدة بالنسبة لها.

السعاده شعرتها في عينيه
الانسان في روحها
الصديق في دربها
الحبيب في قلبها
الأب في حرمانها
كان صورة البشر الذي حلق في عالمها بجناحي ملاك.
هذا المنزل في الطابق الرابع كانت مملكتها معه .
إمتلكها وحدها داخل هذه الحدود .
وفي الخارج كانت له قطه يطعمها ويلاعبها عند دخوله وخروجه .....وحمامه بيضاء تحط على شرفة نافذته بين الفينة والأخرى ...
ما زالت تلك الرهبة من دون البشر تخيفها حتى اليوم من كل مخلوق .

في إحدى الليالي وضعت العشاء وأشعلة شمعه تنتظره .
عاد متأخرا ،وباغتها فجأه قائلا: سأذهب وابتعد
إلى أين ؟وأنا ؟
علي أن أسافر ،أجابها وهو يجمع أشيائه.
كانت تتكلم ولا يسمعها ،ويجيب دون ان تفهم شيئا سوى رحيله .
كان سريعا في رحيله دون كلمة وداع.
نادت عليه :انتظر لا تذهب
ركضت خلفه ولكن كان قد غادر رافضا أن يسمع.

اغلق باب المنزل بمفتاحه وابتعد .
اخذت تتحرك في الغرفة في هذيان سقطت الشمعة عن الطاولة وهي تنظر من النافذه تراقبه وهو يبتعد وكل حواسها غادرت معه.
لم تشعر بألسنة النار وهي تمتد الى كل الانحاء لتصل لها في مكانها،إحساسها هناك سافر خلفه.
بدأت تسعل وتختتق وشعرت بما يحدث حولها،لا أحد حولها ليساعدها وحدها فقط ...
وقطه تسلقت على اغصان شجرة لتقفز الى الداخل ...وحمامه ترفرف بين ألسنة النار.
كانت المرة الاولى التي تراهم قربها دون خوف
اخذت بإندفاع تبحث عن مفتاحها الآخر ،النار إمتدت إلى كل شيء،فشلت في إيجاد المفتاح وسقطت على الأرض بيأس.
كان الأمل الوحيد في قلبها ،أن يعود
واستسلمت لمصيرها.

الحمامه رفرفت وحلقت خارج النافذة ،والقطه عادت من حيث جاءت .
أغمضت عيناها ،والذكريات فقط في شعورها
كل حلم وأمنية رسمتهم يوما في هذا المكان الذي يحترق الآن .

كان يقف مع حقيبته في انتظار حافلته ....متناسيا كل ما خلفه
حقيبته في يده ،وسلسلة مفاتيح المنزل متدليه في جيبه .
شاهدهما يقتربان منه ....القطه والحمامه
ابتسم ظنا منه لحقا به لأجله.
حطت الحمامه تحاول سحب طرف السلسله من جيبه والقطه كانت الاقوى جذبتها دون اي مضيعه للوقت ،وهو منذهل لما يحدث ..
وتركاه في مكانه وعادا لها بأقصى سرعه.

كانت ما تزال هناك على الأرض ....
شعرت بمن يشدها لتفتح عيناها،فرحت ظنا أنه عاد .
كانت القطه والحمامه وسلسلة المفتاح ...يحثانها على الوقوف والخروج من بين النيران .

هي والقطه والحمامة ....فقط
لم يعد البشر ملاك في نظرها
وحدها الآن معهما ،دون خوف أو ألم
حب وصداقة .....وإنسانية
ووفاء

.....عبير حبوب
A...H

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق