كان ينظر إليها-بغضب- من مسافة بعيده
ربيعية السبع أعوام في ثوبها الوردي برفرفة الفراشه، وهي تتدافع بينهم لتشتري قطعة الحلوى.
....رمى قطعة خشب كانت في يده ينقش عليها إسمها وهب واقفا متجها صوبها.
إلى أين ؟صرخت عليه والدته بقلق!!!
سأعود يا أمي -أجابها في حده-
جذبها من كتفها عندما أصبح خلفها، وصرخ: قفي هناك حتى احضر لكي حلوتك
واشار الى ذلك الجدار .
نظرت له بحنق وقبل انحدار دمعتها،إبتسمت لتلك النظره في عينيه ؛لطالما غضبه وإستفزازها له كان يسعدها ،ومشاكسته هوايتها
ووقفت كما أمرها هناك تنتظره.
أخذت منه حلوتها، وبدأت بمضغها وهو يتأملها بهدوء (طفلت المدلله وتكبر في أحضان عينيه)
أنها تصغره بخمس سنوات ....
ولكن طفولتها البريئه جعلته يكبر بسرعه،ليغدوا رجلا يعتني بها ويخاف عليها.
........قطعت حبل افكاره بصوتها الناعم وهي ترفع يداها:
هل نعود أم أمسحهما بثيابك ؟
ألن تقولي حتى شكرا؟
سألها -وهو يقدم لها منديلا-
خطفته من يده؛ وأخرجت له لسانها، وركضت في إتجاه منزلها وهي تضحك
وتقول : لن تسمعها مني أبدا
مضت الفصول والسنوات
الأيام أزهرت ..مثل برعم تفتح ليخرج منه وردة بيضاء ندية على رأس بتلتها نقطة حمراء مثل وشاح أحمر فوق رأس صبية جميلة.
كانت تقف عند موقف الحافلات؛للذهاب الى الكليه في صباح مشرق تخطو فيه الخطوات الى درب يحمل المفاجآت.
وصل هناك لإنتظار حافلته المتوجهه إلى موقع عمله، وقف خلفها دون أن تلاحظه.
ما زال ذلك الظل يتبعها بخوف وحنان في صمت هادئ في جوفة ثورة من رياح الحب
فيه دفء حضن الأب لطفلته
فيه وفاء عقل السيد لمنزله
فيه بطولة الأمير لحلم أميرته
رجل ...في صمت يملك مصير قضيته
وصلت حافلتها.
وفجأه عزم أن يركب خريطة سيرها
وهمس لنفسه:لن يحدث شيء في العالم لو تأخرت يوما في الوصول لعملي
وكنت الأسرع منها،وجلست على أحد المقاعد والمجاور لي فارغ.
لم تلاحظ بعد وجودي،فقد إمتلأت الحافله بالركاب،وعندما هبت بالجلوس قرب شاب،إقتربت منها وهمست في سمعها بإصرار..عودي للخلف هناك مقعدك.
كان وكانه أمر،لم يمنحها حرية القرار.
رؤيته صدمتها ؛ ولكنة التملك في صوته قيد لسانها وفكرها.
جلست بجانبي شارده تستوعب وكأني أقرأ أفكارها
لا شيء يتغير يا طفلتي مهما خطا الزمان -قلت مع نفسي-
وجدتني أجلس بجانبه،كل شيء حدث بسرعة البرق (أغمضت عيوني أراجع مع نفسي ما حدث)،حتى سمعت صوت موظف التذاكر ونظرت حولي وسارعت لفتح حقيبتي وقبل أن اخرج نقودي شعرت بثقل قدمه على قدمي،وأغلقتها وتنهدت مستسلمه لهذا الراكب بجانبي دون دعوة،ويحتلني مذعنة له وكأني راضيه باستعماري واستبداده؛لأكون لأحكامه راضية.
ذلك الشعور لم يفارقني في تواجده،كنت اشعر كأني وسط بحر كبير ممتد ،وهو لي قارب يحملني دوما إلى شاطئ من سلام.
هيا....إنهضي
صوته أعادني مجددا إلى واقع وأنا أشاهد باب كلية دراستي.
وقف ينتظرني لدخول البوابه ليغادر.
شعرت أني لا أرغب أن يبتعد.
أشعر بالعطش، الجو حار (قلت له وهو ينظر لي بتأمل واضح)
(لم يجيب توجه مباشرة إلى كشك قريب وعاد في يده زجاجة ماء بارده)...
أخذتها منه وهو يقول: ألن تقوليها مره واحدة؟
نظرت له متسائله،تلاقت عيوننا وكأنهم في عناق بعد لقاء.
فقال:قولي مرة شكرا.
إبتسمت لإبتسامته الدافئة،لطالما كنت أشاكسه لأراها مرتسمة على وجهه،والآن أريد هذه الإبتسامه.
سكبت من زجاجة الماء قطرات منها في يدي ورششتها على وجهه وأنا أضحك وأبتعد ...وهو يتبعني بنظراته ......وإبتسامته .
لم أعرف النوم تلك الليلة،بدأ الفجر يلوح.
لقد وصل جواب إستدعاء لتوظيفي في شركة ستكون منفعه لي في مدينة قريبه؛ مستقبل كنت أخطط له
جلست على نافذتي أنظر إلى السماء وكأني أنتظر لقاء الشمس،وأنا أفكر بصمت (وداخل عقلي اصوات تتحاور مع قلبي)
لن أغادر هذا المكان حتى تكون لي -كان قراري الاخير مع إشراقة الشمس-
وانتظر أن تستيقظ والدته ليتكلم إليها.
صورتها في المرآة....كانت تجيب لها بكل ما في اعماقها.
أخذت تقنع نفسها قائله: أحضر والدته هذه المرة لأجلي،نعم لأجلي.....
عنود !!
تسأل عنك إم معتز...._صوت والدتي أيقظني_
هيا أسرعي،كل هذا الوقت تستعدين؟
نظرت لمرآتي وكأني أتوسل لها أن لا يرى أحد في عيوني تلك السعاده وأن تبقى سرا بيننا.
كانت هادئة جدا وسط زغاريد عائلتينا وأنا أضع الخاتم في إصبعها.في قاعة الاحتفالات
إنها المرة الأولى التي اراها بهذا الهدوء..
مهرة بيضاء جميلة في ثوب وردي إستولت على صحراء دون حدود.
ماذا أيها العنود؟ ألن تمنحيني لحظة لأرى شعورك بلحظة تمنيتها زمنا طويلا _كنت أحادث نفسي علها تسمعني_
أمسك كلانا كوبي عصير...وسط رقص وكاميرات تصوير وموسيقى، كان الجميع ينظرون لنا في لحظة اصبحت عادة تبادل شرب كؤوس العصير.
نظرت لي بخجل،اردت طرده وهمست لها:هل تتجرأين وتسكبينه الآن علي أمامهم جميعا؟
لأول مره أراها تضحك منذ إقترنت بها.
عادت لي الحياة....
عادت لي العنود.....
همست لها لأول مره دون تردد : الآن أصبحت من حقي ،هيا قوليها.
لم تجيب ،نظرت هناك هربا منه.
عذوبتها ورقتها جعلتني ألح عليها...
إنتظرت طويلا لأسمعك تهمسين بها...إمنحيها لي ليبقى صداها في حنايا روحي في غربتي.
رفعت رأسها،ونظرت لي بعناد ودلال وقالت بنعومه :عندما أدخل مملكتك سأمنحك حروفها.
هل سأصبر من مزيد؟هل مازلت أملك صبرا ومزيد؟
إبتسمت لحيرتي،وقالت بطفولة:
لا تغيب عني وتتأخر .
شعرتها تتحداني ،وقلت لها متحديا أكثر:ستقوليها لي برضاكي دون طلب مني، وليس لي فقط ؛بل أمام الجميع.
ضحكت وكانها سمعت مني ما لم يصدق ،وقالت بعناد عنود لن يفارقها:لو كنت عنودك فعلا ...كما كنت لي معتز الروح ،إجعلني أقولها بأي وسيلة أمام الجميع قبل أن تحملني على صهوة خيلك الى مملكتك..
سمعت صوته على الطرف الاخر...وسماعة الهاتف في يدها...
سأعود غدا لتصبحي لي .....
توقفت الكلمات على لسانها !!!!
شعر بما يخالجها من وقع كلماته،وأكمل :
أردتها مفاجأه لكي لأشعر بهذا الهدوء في صمتك وفي أعماقه حرب مشاعرك المتدافعه.
صمتك يشعرني بسعاده (قصد إستفزازها)
كانت تنصت لأنفاسه في إنتظار جوابه.
سأنتظرك _همستها بشوق_
وسارعها بالقول :ألن تقوليها؟ما زلتي عنودة التحدي ؟؟؟؟؟
ضحكت من أعماقها ،وهمست: سأربح التحدي ولن أخسر .
أجابها في سره....(غدا سنرى)
الساعه الان الرابعه عصرا.....
أخيرني سيكون هنا في الثانيه !!!!
معتز الروح.....ما سبب تأخر وصولك ؟؟؟
كانت تسأل وتجيب نفسها..
اخبر والدته أنه سيعود مع ضيوف زملاء له في عمله وأن تستعد مع والدتي لتجهيز ترتيبات الزفاف ،واستقبال ضيوفه.
لم أتوقف لساعات عن مراقبة الطريق من نافذتي أو رنين الهاتف...
تجاوزت الساعه السادسة مساءا ،القلق سلبني راحتي (جلست على سريري منهكة الانتظار والترقب).
سيارة بيضاء وقفت أمام منزلنا....
هبط منها شابين كانا يجلسان في المقعدين الأمامين،قاما بإلقاء التحية على إخوتي ووالدتي في هدوء وحزن أثار قلقي وقدما نفسيهما بصفتهما زميلا معتز ...حلمي الذي أنتظره
خرجت مندفعه من غرفتي دون تفكير!!!
أين معتز ؟؟؟؟
سكوت شمل المكان .....
جمع غفير من الجيران وقف عند تلك السيارة...
اقتربت منها دون إدراك ؛وكأن العالم توقف من حولي .
كان ممتد على الكرسي الخلفي وتغطيه دماؤه،عاد لي كما وعدني ؛ولكن ليس كما كنت أنتظره.
تجمدت الدماء في جسدي،ولم تسعفني أقدامي،وجلست على الأرض وسط أصوات الجميع وأنا أحاول أن أستوعب ما أرى وأسمع من كلمات صديقيه بتقديم شرح لتعرضهم لقطاع طرق نهب وسرقه في طريق عودتهم في ،وحدوث عراك ومشاجره بينهم وقطاع الطريق؛إنتهت برصاصة في جسد معتز..
أخرج أحدهما قصاصة ورقة من جيبه ملطخه ببقع دماء دفعها لي وقال:
كتبها في أخر دقائق وكان رجاءه أن تصلك هذه الكلمات.
وقفت أنظر وهم يحملونه ويضعونه على الارض أمامنا،قبضت على الورقة بيدي وضغطت عليها بقوة ودموعي تنهمر في صمت يرفض ان يحرر صوتي .
لم تلاحظ عيوني أحد حاولي كنت مسافرة خلف هذا الجسد أمامي وانا جالسه بجانبه أرفض رحيله ،
والجميع في صمت حولي .
ماذا كانت كلماته لي في تلك اللحظة ؟
فتحت تلك الورقة الأخيرة المصهورة في يدي ....وعيوني قرأت
(((حاولت دهرا كاملا الوصول إليكي
إنتظرتك لتكبري ،وتصبحي أميرتي
إنتظرت تلك النظرة في عينيك
إنتظرت دخولك مملكتي
إنتظرتك ....لأسمعها منك مرة واحدة
حاولت أن أصلك
سامحيني .....خذلتك وتأخرت
لأجلي لا تكوني إلا عنودي
أأأأحبك )))
تحررت من صدمتها....
أخذت تبكي بصوت مرتفع ،جذب إنتباه الجميع حولها،والدتها وإخوتها يحاولون تهدئتها.
وصرخت دون قيود وهي تنظر له
معتز ......
كلماتك حررت دموعي ،لكنها قيدتني بك أكثر .
لقد ربحت يا حلم حياتي
أنا أحبك ....أحبك ....نعم أحبك
أحببتك في طفولتي جدار يحميني
وأحببتك في خطواتي ظل يأويني
وأحببتك في كل نبضاتي ...حبك كان من بحنانه يرويني
كل الملأ لن يمنعني أن انطقها ....وعنك لن يغنيني
أحبتك....وأحبك....وسأحبك
ناديتك .....
لماذا لا أسمع صوتك كما كان يناديني ؟
وغطت وجهها بدموع مريرة وهي تردد:
أحبك..أحبك..أحبك..........
ومن حولها يبكي في حزن وألم.
وأنا أحبك ايضا ، وأكثر
...نعم صوته،لقد سمعته
لا تهذي ،إنه صوت معتز الحبيب
رفعت رأسها لتنظر أمامها ،وقبل أن تعي ماذا يحدث وضع يده على فمها وهو يضحك ضحكة المنتصر وسط دهشة الجميع، وهو يقول :اهدأي لا تغضبي ،أهاب عاصفة العنود.
كان أمامها يتحدث ويضحك ...وهو يمنعها من الكلام ،حتى يكمل ما يريد ،وأكمل:
الحب حرب...والحرب خدعه
وفي الحب والحرب،كل الأسلحة مباحه
الحب تحدي....والحرب تحدي
وأخبرتك في حب العنود ،لا أخسر
خسرتي حربك عنودي،وربحت انا التحدي وانتصرت
كانت دقائق تحولت فيها دموع الحزن،إلى دموع سعاده،وسط تصفيق وبهجة الجميع.
في فستانها الأبيض
ستدخل العنود مملكتها مع أميرها المعتز،كانت تبتسم لشيء ما في كيانها.
كانت الأكثر سعاده لأول مره في خسارتها،فالعنود في أبجديتها لا تخسر.
نظرت الى مرآتها بسعادة لا توصف ...
وطرق الباب ...
ودخل أميرها ،ومد لها يده في حنان وهو يعانق يدها،وهمس:
أأميرتي العنود مستعده لدخول قصرها؟
أجابته في عذوبه:أنت المنتصر وتسألني؟؟
جعلتني اقولها ،وربحت التحدي
فأنا أرضى لأجلك أن اخسر.
وشد على يدها بحب وأمان ،وهمس :
خسارتك .....وليس كسبي
من جعلني أحب عنودي أكثر .
ومضيا .....المعتز والعنود
وما زال الحب بينهما يكبر كل يوم أكثر ...وأكثر
A....H
......عبير حبوب
ربيعية السبع أعوام في ثوبها الوردي برفرفة الفراشه، وهي تتدافع بينهم لتشتري قطعة الحلوى.
....رمى قطعة خشب كانت في يده ينقش عليها إسمها وهب واقفا متجها صوبها.
إلى أين ؟صرخت عليه والدته بقلق!!!
سأعود يا أمي -أجابها في حده-
جذبها من كتفها عندما أصبح خلفها، وصرخ: قفي هناك حتى احضر لكي حلوتك
واشار الى ذلك الجدار .
نظرت له بحنق وقبل انحدار دمعتها،إبتسمت لتلك النظره في عينيه ؛لطالما غضبه وإستفزازها له كان يسعدها ،ومشاكسته هوايتها
ووقفت كما أمرها هناك تنتظره.
أخذت منه حلوتها، وبدأت بمضغها وهو يتأملها بهدوء (طفلت المدلله وتكبر في أحضان عينيه)
أنها تصغره بخمس سنوات ....
ولكن طفولتها البريئه جعلته يكبر بسرعه،ليغدوا رجلا يعتني بها ويخاف عليها.
........قطعت حبل افكاره بصوتها الناعم وهي ترفع يداها:
هل نعود أم أمسحهما بثيابك ؟
ألن تقولي حتى شكرا؟
سألها -وهو يقدم لها منديلا-
خطفته من يده؛ وأخرجت له لسانها، وركضت في إتجاه منزلها وهي تضحك
وتقول : لن تسمعها مني أبدا
مضت الفصول والسنوات
الأيام أزهرت ..مثل برعم تفتح ليخرج منه وردة بيضاء ندية على رأس بتلتها نقطة حمراء مثل وشاح أحمر فوق رأس صبية جميلة.
كانت تقف عند موقف الحافلات؛للذهاب الى الكليه في صباح مشرق تخطو فيه الخطوات الى درب يحمل المفاجآت.
وصل هناك لإنتظار حافلته المتوجهه إلى موقع عمله، وقف خلفها دون أن تلاحظه.
ما زال ذلك الظل يتبعها بخوف وحنان في صمت هادئ في جوفة ثورة من رياح الحب
فيه دفء حضن الأب لطفلته
فيه وفاء عقل السيد لمنزله
فيه بطولة الأمير لحلم أميرته
رجل ...في صمت يملك مصير قضيته
وصلت حافلتها.
وفجأه عزم أن يركب خريطة سيرها
وهمس لنفسه:لن يحدث شيء في العالم لو تأخرت يوما في الوصول لعملي
وكنت الأسرع منها،وجلست على أحد المقاعد والمجاور لي فارغ.
لم تلاحظ بعد وجودي،فقد إمتلأت الحافله بالركاب،وعندما هبت بالجلوس قرب شاب،إقتربت منها وهمست في سمعها بإصرار..عودي للخلف هناك مقعدك.
كان وكانه أمر،لم يمنحها حرية القرار.
رؤيته صدمتها ؛ ولكنة التملك في صوته قيد لسانها وفكرها.
جلست بجانبي شارده تستوعب وكأني أقرأ أفكارها
لا شيء يتغير يا طفلتي مهما خطا الزمان -قلت مع نفسي-
وجدتني أجلس بجانبه،كل شيء حدث بسرعة البرق (أغمضت عيوني أراجع مع نفسي ما حدث)،حتى سمعت صوت موظف التذاكر ونظرت حولي وسارعت لفتح حقيبتي وقبل أن اخرج نقودي شعرت بثقل قدمه على قدمي،وأغلقتها وتنهدت مستسلمه لهذا الراكب بجانبي دون دعوة،ويحتلني مذعنة له وكأني راضيه باستعماري واستبداده؛لأكون لأحكامه راضية.
ذلك الشعور لم يفارقني في تواجده،كنت اشعر كأني وسط بحر كبير ممتد ،وهو لي قارب يحملني دوما إلى شاطئ من سلام.
هيا....إنهضي
صوته أعادني مجددا إلى واقع وأنا أشاهد باب كلية دراستي.
وقف ينتظرني لدخول البوابه ليغادر.
شعرت أني لا أرغب أن يبتعد.
أشعر بالعطش، الجو حار (قلت له وهو ينظر لي بتأمل واضح)
(لم يجيب توجه مباشرة إلى كشك قريب وعاد في يده زجاجة ماء بارده)...
أخذتها منه وهو يقول: ألن تقوليها مره واحدة؟
نظرت له متسائله،تلاقت عيوننا وكأنهم في عناق بعد لقاء.
فقال:قولي مرة شكرا.
إبتسمت لإبتسامته الدافئة،لطالما كنت أشاكسه لأراها مرتسمة على وجهه،والآن أريد هذه الإبتسامه.
سكبت من زجاجة الماء قطرات منها في يدي ورششتها على وجهه وأنا أضحك وأبتعد ...وهو يتبعني بنظراته ......وإبتسامته .
لم أعرف النوم تلك الليلة،بدأ الفجر يلوح.
لقد وصل جواب إستدعاء لتوظيفي في شركة ستكون منفعه لي في مدينة قريبه؛ مستقبل كنت أخطط له
جلست على نافذتي أنظر إلى السماء وكأني أنتظر لقاء الشمس،وأنا أفكر بصمت (وداخل عقلي اصوات تتحاور مع قلبي)
لن أغادر هذا المكان حتى تكون لي -كان قراري الاخير مع إشراقة الشمس-
وانتظر أن تستيقظ والدته ليتكلم إليها.
صورتها في المرآة....كانت تجيب لها بكل ما في اعماقها.
أخذت تقنع نفسها قائله: أحضر والدته هذه المرة لأجلي،نعم لأجلي.....
عنود !!
تسأل عنك إم معتز...._صوت والدتي أيقظني_
هيا أسرعي،كل هذا الوقت تستعدين؟
نظرت لمرآتي وكأني أتوسل لها أن لا يرى أحد في عيوني تلك السعاده وأن تبقى سرا بيننا.
كانت هادئة جدا وسط زغاريد عائلتينا وأنا أضع الخاتم في إصبعها.في قاعة الاحتفالات
إنها المرة الأولى التي اراها بهذا الهدوء..
مهرة بيضاء جميلة في ثوب وردي إستولت على صحراء دون حدود.
ماذا أيها العنود؟ ألن تمنحيني لحظة لأرى شعورك بلحظة تمنيتها زمنا طويلا _كنت أحادث نفسي علها تسمعني_
أمسك كلانا كوبي عصير...وسط رقص وكاميرات تصوير وموسيقى، كان الجميع ينظرون لنا في لحظة اصبحت عادة تبادل شرب كؤوس العصير.
نظرت لي بخجل،اردت طرده وهمست لها:هل تتجرأين وتسكبينه الآن علي أمامهم جميعا؟
لأول مره أراها تضحك منذ إقترنت بها.
عادت لي الحياة....
عادت لي العنود.....
همست لها لأول مره دون تردد : الآن أصبحت من حقي ،هيا قوليها.
لم تجيب ،نظرت هناك هربا منه.
عذوبتها ورقتها جعلتني ألح عليها...
إنتظرت طويلا لأسمعك تهمسين بها...إمنحيها لي ليبقى صداها في حنايا روحي في غربتي.
رفعت رأسها،ونظرت لي بعناد ودلال وقالت بنعومه :عندما أدخل مملكتك سأمنحك حروفها.
هل سأصبر من مزيد؟هل مازلت أملك صبرا ومزيد؟
إبتسمت لحيرتي،وقالت بطفولة:
لا تغيب عني وتتأخر .
شعرتها تتحداني ،وقلت لها متحديا أكثر:ستقوليها لي برضاكي دون طلب مني، وليس لي فقط ؛بل أمام الجميع.
ضحكت وكانها سمعت مني ما لم يصدق ،وقالت بعناد عنود لن يفارقها:لو كنت عنودك فعلا ...كما كنت لي معتز الروح ،إجعلني أقولها بأي وسيلة أمام الجميع قبل أن تحملني على صهوة خيلك الى مملكتك..
سمعت صوته على الطرف الاخر...وسماعة الهاتف في يدها...
سأعود غدا لتصبحي لي .....
توقفت الكلمات على لسانها !!!!
شعر بما يخالجها من وقع كلماته،وأكمل :
أردتها مفاجأه لكي لأشعر بهذا الهدوء في صمتك وفي أعماقه حرب مشاعرك المتدافعه.
صمتك يشعرني بسعاده (قصد إستفزازها)
كانت تنصت لأنفاسه في إنتظار جوابه.
سأنتظرك _همستها بشوق_
وسارعها بالقول :ألن تقوليها؟ما زلتي عنودة التحدي ؟؟؟؟؟
ضحكت من أعماقها ،وهمست: سأربح التحدي ولن أخسر .
أجابها في سره....(غدا سنرى)
الساعه الان الرابعه عصرا.....
أخيرني سيكون هنا في الثانيه !!!!
معتز الروح.....ما سبب تأخر وصولك ؟؟؟
كانت تسأل وتجيب نفسها..
اخبر والدته أنه سيعود مع ضيوف زملاء له في عمله وأن تستعد مع والدتي لتجهيز ترتيبات الزفاف ،واستقبال ضيوفه.
لم أتوقف لساعات عن مراقبة الطريق من نافذتي أو رنين الهاتف...
تجاوزت الساعه السادسة مساءا ،القلق سلبني راحتي (جلست على سريري منهكة الانتظار والترقب).
سيارة بيضاء وقفت أمام منزلنا....
هبط منها شابين كانا يجلسان في المقعدين الأمامين،قاما بإلقاء التحية على إخوتي ووالدتي في هدوء وحزن أثار قلقي وقدما نفسيهما بصفتهما زميلا معتز ...حلمي الذي أنتظره
خرجت مندفعه من غرفتي دون تفكير!!!
أين معتز ؟؟؟؟
سكوت شمل المكان .....
جمع غفير من الجيران وقف عند تلك السيارة...
اقتربت منها دون إدراك ؛وكأن العالم توقف من حولي .
كان ممتد على الكرسي الخلفي وتغطيه دماؤه،عاد لي كما وعدني ؛ولكن ليس كما كنت أنتظره.
تجمدت الدماء في جسدي،ولم تسعفني أقدامي،وجلست على الأرض وسط أصوات الجميع وأنا أحاول أن أستوعب ما أرى وأسمع من كلمات صديقيه بتقديم شرح لتعرضهم لقطاع طرق نهب وسرقه في طريق عودتهم في ،وحدوث عراك ومشاجره بينهم وقطاع الطريق؛إنتهت برصاصة في جسد معتز..
أخرج أحدهما قصاصة ورقة من جيبه ملطخه ببقع دماء دفعها لي وقال:
كتبها في أخر دقائق وكان رجاءه أن تصلك هذه الكلمات.
وقفت أنظر وهم يحملونه ويضعونه على الارض أمامنا،قبضت على الورقة بيدي وضغطت عليها بقوة ودموعي تنهمر في صمت يرفض ان يحرر صوتي .
لم تلاحظ عيوني أحد حاولي كنت مسافرة خلف هذا الجسد أمامي وانا جالسه بجانبه أرفض رحيله ،
والجميع في صمت حولي .
ماذا كانت كلماته لي في تلك اللحظة ؟
فتحت تلك الورقة الأخيرة المصهورة في يدي ....وعيوني قرأت
(((حاولت دهرا كاملا الوصول إليكي
إنتظرتك لتكبري ،وتصبحي أميرتي
إنتظرت تلك النظرة في عينيك
إنتظرت دخولك مملكتي
إنتظرتك ....لأسمعها منك مرة واحدة
حاولت أن أصلك
سامحيني .....خذلتك وتأخرت
لأجلي لا تكوني إلا عنودي
أأأأحبك )))
تحررت من صدمتها....
أخذت تبكي بصوت مرتفع ،جذب إنتباه الجميع حولها،والدتها وإخوتها يحاولون تهدئتها.
وصرخت دون قيود وهي تنظر له
معتز ......
كلماتك حررت دموعي ،لكنها قيدتني بك أكثر .
لقد ربحت يا حلم حياتي
أنا أحبك ....أحبك ....نعم أحبك
أحببتك في طفولتي جدار يحميني
وأحببتك في خطواتي ظل يأويني
وأحببتك في كل نبضاتي ...حبك كان من بحنانه يرويني
كل الملأ لن يمنعني أن انطقها ....وعنك لن يغنيني
أحبتك....وأحبك....وسأحبك
ناديتك .....
لماذا لا أسمع صوتك كما كان يناديني ؟
وغطت وجهها بدموع مريرة وهي تردد:
أحبك..أحبك..أحبك..........
ومن حولها يبكي في حزن وألم.
وأنا أحبك ايضا ، وأكثر
...نعم صوته،لقد سمعته
لا تهذي ،إنه صوت معتز الحبيب
رفعت رأسها لتنظر أمامها ،وقبل أن تعي ماذا يحدث وضع يده على فمها وهو يضحك ضحكة المنتصر وسط دهشة الجميع، وهو يقول :اهدأي لا تغضبي ،أهاب عاصفة العنود.
كان أمامها يتحدث ويضحك ...وهو يمنعها من الكلام ،حتى يكمل ما يريد ،وأكمل:
الحب حرب...والحرب خدعه
وفي الحب والحرب،كل الأسلحة مباحه
الحب تحدي....والحرب تحدي
وأخبرتك في حب العنود ،لا أخسر
خسرتي حربك عنودي،وربحت انا التحدي وانتصرت
كانت دقائق تحولت فيها دموع الحزن،إلى دموع سعاده،وسط تصفيق وبهجة الجميع.
في فستانها الأبيض
ستدخل العنود مملكتها مع أميرها المعتز،كانت تبتسم لشيء ما في كيانها.
كانت الأكثر سعاده لأول مره في خسارتها،فالعنود في أبجديتها لا تخسر.
نظرت الى مرآتها بسعادة لا توصف ...
وطرق الباب ...
ودخل أميرها ،ومد لها يده في حنان وهو يعانق يدها،وهمس:
أأميرتي العنود مستعده لدخول قصرها؟
أجابته في عذوبه:أنت المنتصر وتسألني؟؟
جعلتني اقولها ،وربحت التحدي
فأنا أرضى لأجلك أن اخسر.
وشد على يدها بحب وأمان ،وهمس :
خسارتك .....وليس كسبي
من جعلني أحب عنودي أكثر .
ومضيا .....المعتز والعنود
وما زال الحب بينهما يكبر كل يوم أكثر ...وأكثر
A....H
......عبير حبوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق